
الثلاثاء، 30 يونيو 2009
الأحد، 28 يونيو 2009
التململ مـــن الثيوقراطية
عندما أعلن المرشد الأعلى الحالي، آية الله علي خامنئي، أن فوز أحمدي نجاد في الانتخابات هو «حكم إلهي»، كان يستعمل السلاح الأساسي في ترسانة ولاية الفقيه، ألا وهو الموافقة الإلهية. لكن ملايين الإيرانيين لم يقتنعوا، وكانوا متأكدين من أن أصواتهم ــ وهي أحد الحقوق العلمانية الأساسية المسموح بها في ظل النظام الديني الإيراني ــ سرقت منهم.
وسرعان ما اضطر خامنئي إلى القبول بضرورة إجراء تحقيق في الانتخابات. مجلس صيانة الدستور، وهو الهيئة الدستورية العليا في إيران، وعد بإجراء تحقيقات ولقاء المرشحين وإعادة فرز بعض الأصوات. أدرك خامنئي أن وجود النظام على المحك وقد اتخذ موقفا متصلبا الآن، لكن هذا لن يعيد الأمور إلى ما كانت عليه. لقد أصبح واضحا أن الشرعية في إيران اليوم ليست متأتية من سلطة إلهية بل من الإرادة الشعبية. طوال ثلاثة عقود، مارس النظام الإيراني سلطته من خلال مكانته الدينية، مقصيا الذين يتحدونه. لكن هذا لم يعد مجديا, والملالي يعرفون ذلك. بالنسبة إلى ملايين الناس، وربما معظم الإيرانيين، فإن النظام خسر شرعيته.
الشارع والدولة يتواجهان من جديد, لكن الفرق هذه المرة هو أن رجال الدين منقسمون. لقد دعم خاتمي بشكل علني المرشح المنافس مير حسين موسوي، وأيده أيضا آية الله العظمى الإصلاحي حسين علي منتظري. وحتى رئيس مجلس النواب علي لاريجاني، وهو ليس رجل دين لكن له علاقات عائلية وطيدة بأعلى مستويات الهرمية الدينية، عبر عن شكوكه بشأن الانتخابات. وفي الكواليس، يزعم أن الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني ــ وهو رئيس مجلس الخبراء، وهي هيئة دستورية مهمة أخرى ــ يشن حملة ضد أحمدي نجاد وربما أيضا ضد المرشد الأعلى. إذا شكك بعض كبار رجال الدين في «الحكم الإلهي» الذي تحدث عنه خامنئي، وجادلوا بأن مجلس صيانة الدستور مخطئ، فسوف يشكل ذلك ضربة قاضية للمبدأ الأساسي الذي تقوم عليه جمهورية إيران الإسلامية. الأمر شبيه بقول قائد سوفييتي كبير عام 1980 إن كارل ماركس ليس المرشد المناسب للسياسات الاقتصادية.
قد تبقى الجمهورية الإسلامية قائمة لكنها ستكون مجردة من شرعيتها. بإمكان النظام أن ينتصر في هذا النزاع» وفي الحقيقة، لعل هذه النتيجة الأكثر ترجيحا. لكنه سيتمكن من ذلك من خلال اللجوء إلى حلول جذرية, حظر كل التظاهرات، واعتقال الطلاب، ومعاقبة كبار القادة، وشل المجتمع المدني. مهما كانت النتيجة ــ القمع أو استيعاب المعارضة ــ من الواضح أن الملايين في إيران لم يعودوا مؤمنين بالإيديولوجية التي يحكم النظام على أساسها.
وإذا تمسك النظام بالسلطة، فإنه سيفعل ذلك من خلال التهويل العسكري فقط، مثلما فعل الاتحاد السوفييتي في أواخر حقبة بريجنيف. يقول المفكر الإيراني المولد رضا أصلان:
«ستتحول إيران إلى ما يشبه مصر»، أي إن النظام سيعتمد على الأسلحة بدلا من الأفكار للحفاظ على تماسكه خلف واجهة سياسية.
لقد شهدت الجمهورية الإسلامية انحسار شرعيتها على مر العقد الماضي. أولا أتى خاتمي، المصلح الذي حقق فوزا ساحقا في الانتخابات وبدأ بإجراء بعض الإصلاحات قبل أن يقوض عمله مجلس صيانة الدستور. هذه التجربة جعلت الملالي يقررون أن عليهم إعادة النظر في العنصر الديموقراطي الوحيد الذي سمحوا به في إيران, أي الانتخابات الحرة نوعا ما.
الوسيلة التي اتبعها النظام لفرض سيطرته كانت انتقاء المرشحين المقبولين، وتأييد واحد أو اثنين منهم، والسماح بتصويت سري حقيقي. لكن في الانتخابات البرلمانية عام 2004، قرر مجلس صيانة الدستور أن الوسائل العادية لن تؤدي إلى نتائج مقبولة. فحظر ترشيح 3.000 شخص، بمن فيهم الكثير من النواب آنذاك. ولأن الدعم الشعبي كان غير مؤكد هذه المرة، اتخذ النظام خطوة إضافية، معلنا نتائج الانتخابات في غضون ساعتين وفوز أحمدي نجاد بفارق كبير يحول دون الطعن بالنتائج. وقد كشف خامنئي عن هذه الاستراتيجية في خطبته يوم الجمعة الماضي، سائلا: «فارق بـ11 مليون صوت؟ كيف يمكن أن يكون هناك تلاعب في الأصوات؟»
في خطبته يوم الجمعة، قال خامنئي إن الولايات المتحدة وإسرائيل وخصوصا بريطانيا تقف وراء التظاهرات التي هزت طهران، وهو اتهام سيبدو سخيفا بالتأكيد بالنسبة إلى الكثير من الإيرانيين. لكن ليس كلهم: فالشكوك بتدخل قوى خارجية مترسخة حتى في عقول المواطنين الأكثر تقبلا للغرب في إيران. وردة الفعل الحذرة التي أبداها أوباما تصعب على خامنئي وأحمدي نجاد استغلال المشاعر القومية.
المحافظون الجدد يستنكرون حذر أوباما. بول وولفويتز، الذي كان نائب وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد، شبه ردة فعل البيت الأبيض بتردد رونالد ريغان عندما عمت التظاهرات شوارع الفلبين تنديدا بنظام فرديناند ماركوس. لكن هذا التشبيه في غير محله.
فماركوس كان مدعوما من الولايات المتحدة, وكان في السلطة بفضلها. كان المتظاهرون يطالبون ريغان بسحب هذا الدعم وترك الأمور تأخذ مجراها. إيران، من جهة أخرى، بلد مستقل ومتشدد قوميا لديه تاريخ طويل من التدخل البريطاني والأمريكي في شؤونه السياسية واقتصاده. فقد استولت بريطانيا على قطاع النفط الإيراني عام 1901» وكانت الولايات المتحدة وراء انقلاب عام 1953. الانتقاد الأساسي الذي كان يوجه إلى شاه إيران هو أنه كان دمية في يد أمريكا. كما في الكثير من البلدان المماثلة ــ الهند مثال آخر ــ فإن هذه المشاعر المناهضة للإمبريالية قوية جدا. الإيرانيون يعرفون أن هذه المعركة معركتهم، ويريدونها أن تبقى كذلك.
كانت مقاربة بوش صحيحة بشكل عام وقد أثبت التاريخ ذلك. لكنني أتمنى لو أن أوباما لم يدل بتصريح واحد. عند مناقشته الأحداث الجارية في إيران، قال إنه ليس هناك فروق مهمة بين أحمدي نجاد وموسوي، لأن كليهما سيدافع عن الخيارات الأساسية للجمهورية الإسلامية في السياسة الخارجية، بدءا من طموحاتها النووية وصولا إلى دعمها لمنظمات مثل حماس وحزب اللـه. وجهة النظر هذه عبر عنها في الحقيقة بعض المحافظين الجدد الذين يفضلون بصراحة فوز أحمدي نجاد: فالعدو الأكثر تهديدا سيسلط الأضواء بشكل أوضح على المخاطر التي يشكلها هذا النظام على بقية العالم. لكن حتى لو كان هذا صحيحا قبل الانتخابات، فهو لم يعد صحيحا الآن. لقد أصبح موسوي رمزا للتغيير وللمشاعر المناهضة لأحمدي نجاد وحتى للطموحات إلى تغيير النظام. إنه يعي ذلك بوضوح وهو يرحب بالدعم. وانتصاره سيعني نشوء إيران مختلفة.
حتى خلال حملته الانتخابية، ما الذي قاله موسوي وكان له الوقع الأكبر بين الناخبين؟ إنه سيدير الاقتصاد بشكل أفضل؟ وإن الفساد خرج عن السيطرة؟ ربما، لكن كل المرشحين المعارضين يقولون ذلك، ولم يكن لدى موسوي أفكار جديدة كثيرة أو سجل حديث مثير للإعجاب لجعل هذه الادعاءات جديرة بالثقة. المسألة التي شدد عليها موسوي بشكل متكرر هي أن أحمدي نجاد عزل البلد واعتمد سياسة خارجية عدائية وحول إيران بلا داع إلى دولة منبوذة. بالنسبة إلى الكثير من مؤيديه، كانت هذه المسألة الأهم: فهم يتوقون إلى المزيد من الانفتاح على العالم. رفض أحمدي نجاد المتعمد للغرب وكلامه المستمر عن انهيار أمريكا المزعوم كانا بمنزلة إهانة لطموحاتهم بأن يصبحوا جزءا من المجتمع العالمي من جديد.
يمكن للرئيس أوباما أن ينظر إلى هذه الأحداث ويقول ببساطة: «لدى إيران تاريخ طويل تفتخر به كدولة منفتحة على العالم وليس كدولة منعزلة عنه. لطالما أراد العالم مد يده إلى الشعب الإيراني. عند مراقبة الانتخابات والتظاهرات المدهشة والسلمية التي تحصل، يتضح أن الشعب الإيراني يريد أيضا التقرب من العالم. نحن نسمع أصواتكم ونتمنى لكم الخير». بهذه الطريقة الحذرة، يمكن لأوباما أن يجعل القومية الإيرانية ترتد على النظام.
هل الحكم الاستبدادي الإيراني في واد، والشعب في واد آخر؟

لم تكن نتائج الانتخابات الأخيرة سوى القشة التي قصمت ظهر البعير في إيران، إذ أن الأزمة في إيران أعمق بكثير من تزوير تلك النتائج وإعلان فوز احمدي نجاد فيها بعكس الفوز الفعلي لمرشح المعارضة السيد حسين موسوي. فما هي الأسباب الكامنة وراء هذه الانتفاضة، وهل ستنتهي أم ستكون لها تداعيات كثيرة لاحقة؟
1. المصادرة الفعلية من جانب الفئة الحاكمة لحرية الإنسان وحقوقه المشروعة وتدخلها في حياة الفرد الخاصة، رجلاً كان أم امرأة، عبر نشر ودور أجهزة الأمن والمخبرين والجواسيس في أنحاء البلاد، وهؤلاء جميعاً يحصون كل حركة من جانب أفراد الشعب ويتربصون بهم وغالبا ما ينتهي أمر الكثير منهم إلى الاعتقال الكيفي والزج في السجون.
2. تفاقم البطالة بين القوى القادرة على العمل واتساع ظاهرة الفقر المدقع بين الناس وتفاقم المشكلات الاجتماعية التي لم تعد محتملة حتى أن الإنسان الإيراني يتحدث عن "الموت التدريجي لحياة الإنسان في إيران " "زنديگي ما مرگ تدریجی"، كما عبر عن ذلك أحد ركاب باصات نقل الركاب العامة في طهران لصاحبه في العام 1988 حين كنت لفترة قصيرة في طهران في تلك السنة.
3. تنامي متواصل للفجوة المتسعة بين حياة أفراد الفئة الحاكمة والمهيمنين على أجهزة الدولة وحواشي الحكومة من قوى الحوزة الدينية من جهة، وقوى الشعب المنتجة والكادحة والفقيرة والمعدمة من جهة ثانية، إضافة إلى تفاقم الفساد المالي والإداري بشكل يصعب تصوره، فالعمامة والعباءة أصبحت من أكثر رموز الفساد المالي والإداري في البلاد التي تغطي تحتها تلك المفاسد. وهذا لا يعني أن جميع من لبس العمامة والعباءة هو من هذا الصنف السيئ من شيوخ الدين، ولكن الغالبية العظمى من الحكام ومن المحسوبين على الحكم الراهن. وقد ذكرني ذلك بقصيدة الشاعر محمد صالح بحر العلوم حين قال:
ليتني أسطيع بعث الوعي في بعض الجماجملأريح البشر المخدوع من شر البهائموأصون الدين عما ينطوي تحت العمائممن مآس تقتل الحق وتبكى: أين حقي؟!يا ذئابا فتكت بالناس آلاف القرونأتركينى أنا والدين فما أنت ودينيأمن الله قد استحصلت صكاً في شؤونيوكتاب الله في الجامع يشكو: أين حقي؟!
4. الاضطهاد المشدد الذي تتعرض له وتعاني منه المرأة الإيرانية سواء بحرمانها الفعلي من المشاركة في الحياة السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو فرض سلوكيات معينة عليها لا تتناغم مع حرية الإنسان في ما يفترض أن يسلكه في حياته الخاصة.
5. تفاقم سياسة عسكرة الاقتصاد الإيراني، سواء عبر استيراد المزيد من السلاح أم التوسع في إنتاجه محلياً لإقامة أوسع ترسانة عسكرية في منطقة الخليج، بسبب سياساتها التوسعية في المنطقة وسعيها المستمر لتصدير السلاح للحركات المناهضة للنظم المحلية في تدخل مباشر لها في شئون الدول الأخرى. وهي السياسة التي تكلف خزينة الدولة مبالغ طائلة تبعد تلك الأموال الحكومية عن البناء الاقتصادي السلمي وتوفير فرص عمل للعاطلين وتحسين مستوى حياة ومعيشة السكان، وخاصة الفقراء والكادحين والفلاحين.
6. التوجه نحو إنتاج السلاح النووي والصواريخ ذات المدى المتوسط والبعيد، إذ أن إيران تسعى على فرض سياستها في المنطقة وإخضاع حكومات دول المنطقة لسياستها وإرادتها. وهي التي تكلف بدورها خزينة الدولة مبالغ طائلة وتزيد من المصاعب المالية في البلاد وتنعكس سلباً على حياة الفرد. وخير مثال على ذلك حب الله الإيراني في إيران، والحماس ذات النهج الإيراني والتمويل والتسليح الإيراني في فلسطين المحتلة.
7. الهجرة المتزايدة لمزيد من الناس من إيران إلى بقية بلدان العالم لأسباب ثلاثة أساسية:
أ. تفاقم الاستبداد ومناهضة قوى المعارضة والخشية من الاعتقال والقهر السياسي.
ب. تفاقم البطالة والرغبة في العيش بحرية وكرامة في الدول الأخرى.
ت. تفاقم السياسة الشوفينية المناهضة لأتباع القوميات الأخرى وعدم منحهم حقوقهم القومية المشروعة، إضافة إلى السياسة الدينية والمذهبية الضيقة والطائفية الشيعية ضد أتباع المذاهب الدينية الأخرى.
ويقدر عدد المهاجرين الإيرانيين المقيمين في الخارج بأكثر من عشرة ملايين إنسان، أغلبهم في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا الغربية وفي استراليا والدول المجاورة.
8. التدخل الفظ في الشأن الداخلي للدول الأخرى بهدف تصدير الثورة الإيرانية والمذهب الشيعي ومعاداة المزيد من دول العالم بهدف فرض كونها الدولة الأكبر والأقوى والأكثر تسلحاً في منطقة الخليج وربما الشرق الأوسط وبرغبة التحكم بسياسات الدول الأخرى وتقديم الدعم لقوى المعارضة فيها من منطلقات قومية شوفينية ودينية وطائفية متطرفة.
إن سياسات معاداة مصالح الشعب ومطالبه وممارسة القوة والعنف الدموي في مواجهة ذلك ستزيد من حدة التناقض وشدة الصراع بين الفئة الحاكمة المرتبطة بالخامنئي واحمدي نجاد وتلك المجموعة من الحوزة الدينية التي تقف خلفها ومرشدها الأعلى، وبين الجماهير الشعبية الواسعة المتزايدة غضباً وإصراراًً على التغيير. ومن هنا يمكن القول بأن ما بدأ في الانتفاضة الأخيرة لا يمكن إسكاته، وما لا ينجح اليوم سينجح غداً، فعملية التناقض والصراع ستنموان من الناحية الكمية خلال الفترة القادمة لتفرض تحولاً نوعياً جديداً للوضع القائم والذي يمكن أن يقضي على الدولة الدينية الطائفية المتطرفة في إيران لصالح حرية الإنسان والحياة الديمقراطية وحقوق الإنسان المشروعة والطبيعية ورفض تصدير الثورة والتدخل في الشأن العراقي والدول الأخرى، وخاصة لبنان وفلسطين واليمن.
السبت، 27 يونيو 2009
نداء من ندا
تقول الشاعرة والدكتورة سيلفا بوتويان ان ندا سلطان نادتها الحرية لتكون شهيدتها، بعد ان اغلقت بنادق الطغاة.. من شباب العقيدة عينيها الجميلتين الى الأبد!!ففي صباح 20 يونيو سقطت ندا شهيدة الانتفاضة الايرانية، في ساحة «هفت تير» ذات الرمز الثوري، وبرصاص «اسلامي معمّم»، ولم تكن ندا قد تجاوزت السابعة والعشرين من العمر وقتها، اي من عمر ثورتها التي ضحى والدها بالكثير قبل 30 عاما لكي تنجح، وهي الثورة التي قامت من اجل الحرية والكرامة ولقمة الخبز الشريفة والاستقلال ونصرة مظلومي الشعب الايراني، ومن اجل اغلاق سجون الشاه والتخلص من بطانته الفاسدة، ولإنعاش الاقتصاد وعودة المهجّرين، والعفو عن الهاربين والمحكومين السياسيين واتباع العدالة في توزيع ثروة الوطن، ولكن بعد 30 عاما ماذا نرى أمامنا؟نعم نجحت الثورة الخمينية المباركة في القضاء على نظام السافاك، او البوليس السري، واعدمت قادته، ولكن سرعان ما خلق نظام الخميني الديني نظاما اكثر قسوة وبطشا منه، فأي حكم ديني مخالف للطبيعة البشرية بحاجة لجهاز عسكري ليحميه. وهكذا عاد السافاك بعباءة دينية اكثر تعطشا لسفك الدماء، لأن ما هو مطلوب منه حمايته الآن اصبح اكبر من شاه واخطر من امبراطور، بعد ان اصبح «المرشد الأعلى» جزءا لا يتجزأ من العقيدة والمذهب وبحاجة لمن يبقيه، عشرات الأباطرة الصغار الآخرون أحياء يرزقون في القصور والمجالس والحوزات.ومثلما نجحت الثورة في مصادرة ثروات ومصانع وشركات كل اولئك الذين أثروا، بطريقة مشروعة او غير ذلك، اثناء فترة حكم الشاه ووالده، نجحت كذلك في تضييع هذه الثروات وتخريب تلك المصانع عندما وضعتها جميعا تحت مظلة واحدة باسم «المحرومين» خالقة بذلك أكبر كيان تجاري فاسد في العالم.ومثلما نجحت الثورة في اخلاء كل سجون الشاه من عشرات الاف المعتقلين السياسيين المناهضين للنظام السابق، فانها نجحت كذلك في احلال اعداء الثورة محلهم من معارضي نظام الملالي، وما أكثرهم، واصبح سجن «نيفين» الرهيب عنوانا لبطش النظام ودكتاتوريته.كما نجحت الثورة في أيامها الأولى في اعادة الكرامة للمواطن الايراني الذي كانت مسلوبة منه، ولكنها عادت وسلبته كل ذلك بحجة المحافظة على النظام من اعدائه في الداخل والخارج. وبعد 30 عاما لا يزال حلم الايراني هو في السفر الى الدول الخليجية للرواح عن النفس، شراء وبيعا، او الهجرة لأوروبا أو أميركا.. وللأبد!!يقول آية الله المرشد ان المتظاهرين يخطئون عندما يعتقدون ان بإمكان الشارع تغيير نتيجة الانتخابات، ونسي «عظمته» أن تظاهرات الشارع قبل 30 عاما هي نفسها التي قوضت أركان النظام السابق الفاسد، وأوصلته هو بالذات الى سدة الحكم ليقول ما قاله.قد لا تعاد الانتخابات، وقد لا يصل موسوي لرئاسة الجمهورية، وربما سيتم اغتياله في نهاية الأمر، ولن يصل رئيس لأي منصب مرموق من دون موافقة المرشد الأعلى المهيمن على مقدرات البلاد، والذي لا يمكن لأي رئيس جمهورية القيام بشيء من دون رضاه وقبوله، ولكن مع هذا فان عرش العمائم السوداء قد بدأ بالاهتزاز ومصيره السقوط عاجلا أم آجلا!!
الجمعة، 26 يونيو 2009
أيها الشاب .. استمر بالنضال

أغنية جديدة للمطرب الإيراني الكبير "داريوش"
يغني للشباب ويدعوهم للمضي في نضالهم ضد النظام الظالم
http://news.gooya.com/didaniha/archives/2009/06/089939.php
هل تسمحون لي

الا اذكر عذاب القبر لاولادي، الذين لم يعرفوا ما هو الموت بعد؟
ان اعلم ابني ان الاقتداء بالرسول الكريم يبدأ بنزاهته وامانته وصدقه، قبل لحيته وقصر ثوبه؟
لان يتحدث باسمه ولم يخول احدا بمنح 'صكوك الغفران' للناس؟
وانه لا يحق لمسلم ان يروع مسلما؟
وان مقاييسه تختلف عن مقاييس المتاجرين بالدين، وان حساباته أحن وارحم؟
الخميس، 25 يونيو 2009
منتظري: القمع يمكن ان يؤدي الى سقوط النظام الايراني

إنسان براغ يتضامن مع إنسان طهران

شهيدة طهران التي أحرجت أوباما وهزت عرش خامنئي

والتسميات والألقاب السابقة لا تنبع من فراغ. فتلك الفتاة التي لقيت مصرعها بنيران قوات التعبئة (الباسيج) خلال الاحتجاجات، وصفها البعض بأنها الدليل الواضح على عنف النظام الإيراني، فيما وصفها آخرون بأنها مصدر إلهام للمعارضين والإصلاحيين وأنها قد تحقق الأهداف التي لم تنجح الاحتجاجات المتواصلة إنجازها، بل ذهب البعض الآخر إلى القول إنها باتت الخطر الأكبر الذي يواجه النظام الإيراني منذ 30 عاما، حيث تهدد عرش الولي الفقيه علي خامنئي والرئيس أحمدي نجاد بقوة.
وكانت الشابة الإيرانية، وعمرها 26 سنة، اشتهرت عندما ظهرت في شريط فيديو نشر على الإنترنت وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، ويظهر شريط الفيديو والد ندا سلطان وهو يصرخ طالبا منها أن تفتح عينيها، بينما كان يردد شخص آخر "لا تخافي"، لكن جهود إنقاذها باءت بالفشل.
واستخدم متظاهرون فيما بعد صورتها ووجهها الملطخ بالدماء، كما تداولت اسمها وصورها المواقع الإلكترونية بأنواعها، وقال خطيبها كاسبيان ماكان لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن ميليشيا الباسيج الموالية للحكومة منعت أسرة سلطان من إقامة مجلس تعزية في أحد مساجد طهران، خوفا مما قد يترتب على ذلك، موضحا أن ندا أصبحت رمزا لاحتجاجات المعارضة.
وفجر ما كان مفاجأة مفادها أن خطيبته لم تكن تشارك في الاحتجاجات، بل كانت جالسة في سيارة مع مدرسها للموسيقى عندما قررت الخروج منها بسبب الحر، قائلا: "خرجت لدقائق معدودات فقط ثم تلقت الرصاصة القاتلة، الباسيج الذين كانوا بثياب مدنية استهدفوها، ولم يكن حادثا".
الصحافة الغربية لم تكن بالطبع لتفوت مثل تلك الفرصة لكشف عنف النظام الإيراني، حيث نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية الشريط الذي يظهر اللحظات الأخيرة لحياة الشابة الإيرانية بعد إطلاق النار عليها من قبل أحد مسلحي الباسيج، موضحة أن الطريقة التي قتلت بها ندا وهي طالبة تدرس الفلسفة ترمز إلى عنف النظام الإيراني.
ونقلت الصحيفة عن أحد الإيرانيين قوله: "إن الرمق الأخير لندا هو بداية أمل للإيرانيين داخل الجمهورية الإسلامية"، كما نقلت عن أحد المحللين الإيرانيين قوله إن صورة مقتل ندا ستبقى أبدا في الذاكرة الجماعية للإيرانيين وستقض مضجع النظام الإيراني إلى الأبد". وانتهت الصحيفة إلى القول إن ندا التي كثرت مقارنتها بالطالب الذي تحدى الدبابات في ميدان تينانمين في الصين عام 1989 أصبحت بمثابة "ايقونة ومصدر إلهام للمعارضين في إيران".
من جانبها علقت صحيفة "الإندبندنت" على الشريط ، قائلة: "نادرا ما صور ذبح شخص بريء بهذا الشكل ولم يحصل أن أرسل شريط مصور حول العالم بهذه السرعة على الرغم من كل الرقابة التي تمارسها السلطات الايرانية على نشر المعلومات".
كما تناولت صحيفة "الغارديان" الموضوع من زاوية الطريقة التي أرسل بها الشريط من طهران إلى حامد، وهو لاجيء إيراني في هولندا، قائلة: "إن الشريط وصل إلى حامد بواسطة صديقه في طهران الذي صور الحادث، وبعد دقائق من تلقي حامد للشريط في بريده الإلكتروني وبعد أن وضعه على فيس بوك وتويتر ويوتيوب، أصبح يشكل الخطر الأكبر الذي يواجه النظام الإيراني منذ 30 عاما".
واختتمت الصحيفة قائلة إنه خلال الأحداث التي سبقت الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، شكلت المسيرات التي نظمت في الذكرى الأربعين لمقتل متظاهرين نقطة تحول أدت إلى إسقاط نظام الشاه.
ويبدو أن الحملة الإعلامية الشرسة السابقة أحرجت الغرب ودفعته للتحرك على طريق عقاب إيران سواء كان ذلك عبر تبادل طرد الدبلوماسيين بين طهران ولندن أو من خلال خروج أوباما عن صمته وخاصة بعد تصاعد انتقادات الجمهوريين لسياسته تجاه إيران .
ففي 23 يونيو، انتقد أوباما صراحة قمع المتظاهرين في إيران، كما انتقد الطريقة البشعة التي قتلت بها ندا، وذلك رغم تحفظه منذ البداية على إدانة أعمال العنف، لتجنب اتهامه بالتدخل في شؤون إيران وبالتالي القضاء على فرص الحوار مستقبلا بين طهران وواشنطن والتي يعول عليها أوباما كثيرا لإنقاذه من المأزق في أفغانستان والعراق.
الأربعاء، 24 يونيو 2009
مقتل امرأة في مصادمات دامية أمام مبنى البرلمان الإيراني
حماقة "الباسيج"

كاريكاتير لموقع "غويا" الإيراني يعكس قيام أفراد من الباسيج باعتقال وزير الداخلية الإيراني السابق علي أكبر محتشمي بور، وهو من الإصلاحيين، حيث يعترض محتشمي على قيام الباسيج باعتقاله، ليرد أحدهم عليه بالقول: "لو قالوا لنا اعتقلوا المرشد فسنقوم بذلك".
يذكر أن محتشمي ينتمي إلى جماعة رجال الدين المناضلين (مجمع روحانيون مبارز) التي يترأسها الآن الرئيس الإيراني السابق الإصلاحي محمد خاتمي.