الجمعة، 31 يوليو 2009

الحرية تتمرأى في الدم






الحرية تتمرأى في الدم وهذا الوجه الجميل لمتظاهرة إيرانية تدعى ندى سلطان لم يجذب الكاميرا إلا لحظة تشويهه


لم نلتفت إليه إلا حين هزّنا منظر الدم المتدفق من الفم والأنف الذي حفر وجهها الضاحك

بأنهار حمراء ستحفر قبر الديكتاتور قريبا

لم تكن ندى سلطان كبقية المتظاهرين غاضبة ومقطبة، كانت تبتسم. قالت: أستقبل الموت بالضحك


بعدما استقبلتُ الحياة بالبكاء

جمال ندى سلطان لم يجذب الصحافيين لالتقاط صورة.. كانوا مشغولين بملاحقة الأحمر،


وكان وجهها حينذاك أبيض


وحين سدد قناصة "الباسيج" طلقة مباشرة إلى قلبها، كان والدها يقول لها


بأن دم من مات قد يذهب هدراً، وبأن الدم أضعف من السيف، وبأن الدم هش وضعيف


كاميرا التلفون التي نقلت لحظة إصابة ندى سلطان في صدرها، وموتها في أقل من دقيقتين،


كانت مرتعشة في يد شاب يريد للعالم أن يرى حريتهم ولو سابحة في دمائها


إذاً، كان الدم يسيل على وجه ندى سلطان وكان الحجاب قد سقط تقريباً عن رأسها


ولو بقي لجرفه الدم بلا رحمة


ندى سلطان حبيبتنا، ماتت كما تشتهي .. بلا حجاب




المصدر: الغاوون (العدد 17)

صور للمعارضة الإيرانية في أربعينية قتلى الاحتجاجات















الخميس، 30 يوليو 2009

مير حسين موسوي ومهدي كروبي يتحديان السلطات ويزوران قبور شهداء الاحتجاجات


تحدى زعيما المعارضة الايرانية مير حسين موسوي ومهدي كروبي السلطات الخميس مجددا بزيارة قبور ضحايا تظاهرات الاحتجاج التي اعقبت اعادةانتخاب محمود احمدي نجاد رئيسا في ايران.
وكان الزعيمان المعارضان دعوا اولا الى "تجمع صامت" الخميس في المصلى الكبير بوسط طهران على ارواح المتظاهرين القتلى. لكن السلطات رفضت السماح لهما بذلك. وقرر الاثنان التوجه الى مقبرة "بهشت زهراء" جنوب العاصمة بمناسبة اربعينية مقتل عدة اشخاص خلال تظاهرة العشرين يونيو العنيفة.
ودفن معظم المتظاهرين القتلى في "بهشت زهراء". وقتل ثلاثون شخصا في تلك التظاهرات حسب لجنة برلمانية حققت في مصير المعتقلين.
وافادت الصحف المحلية ان والدة الفتاة ندا آغا سلطان التي قتلت في العشرين من يونيو بالرصاص وتحولت الى رمز حركة الاحتجاج، زارت المقبرة. وكان شريط الهواة الذي بث على الانترنت حول مقتل الفتاة شوهد في جميع انحاءالعالم.
وفي تعليق جديد على هذه الحادثة اتهم الجنرال عبد الله راقي قائد وحدة محمد رسول الله في حرس الثورة المكلف امن العاصمة، اعداء البلاد بالتخطيط لتلك الجريمة. وقال الضابط لصحيفة سرمايه ان "هذا الحادث وقع في شارع صغير كانت قوات الشرطة والباسيج (الميليشيا الاسلامية) غائبة عنه. وتدل الطريقة التي صور بها على انه كان مخططا" من اعداء البلاد.
من جهة اخرى اعلن الناطق باسم اللجنة البرلمانية حول المعتقلين كاظم جلالي ان250 شخصا ما زالوا في السجن -- من اصل مئات الموقوفين --، بينهم خمسون شخصيات سياسية. وكان المدعي العام في ايران قربان علي دري نجف ابادي اعلن انه سيفرج عن قسم كبير من المساجين بحلول الجمعة بينما افرجت السلطات الثلاثاء عن 140 منهم.
من جانبها اعلنت وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ايرنا) ان حوالى عشرين "مشاغبا" سيحاكمون اعتبارا من السبت بتهمة المس بالامن القومي. واعلنت نيابة طهران في بيان انهم اتهموا "بشن هجوم مسلح على مراكز عسكرية ومباني عمومية وباضرام النار فيها وخلق اجواء من الخوف واقامة علاقات مع الاعداء". واضاف البيان الذي نشرته الصحف الخميس "لدينا صور هؤلاء الناس وهم يرتكبون تلك الجرائم".
من جانبه اقر قائد الشرطة بوقوع تجاوزات خلال التظاهرات. وقال اسماعيل احمدي مقدم الذي نقلت تصريحاته وكالة مهر ان "بعض الشرطيين تصرفوا بقسوة خلال الاحداث وكبدوا الناس خسائر (جسدية ومادية) بمطاردة المشاغبين".

خاتمي يسخر من أوامر خامنئي بإغلاق معتقل كهريزك


دان الرئيس الايراني السابق الاصلاحي محمد خاتمي "الجرائم" ضد الذين اوقفوا خلال التظاهرات المعارضة لاعادة انتخاب الرئيس محموداحمدي نجاد، حسبما ذكر موقع مؤسسة باران التابعة له على الانترنت.

وقال خاتمي "لا يكفي اغلاق مركز اعتقال والقول انه لا يطابق المعايير. ماذايعني لا يطابق المعايير؟ هل يعني ذلك ان نظام التهوية والمراحيض لا تعمل؟ لا". واضاف ان "جرائم ارتكبت وهناك اناس فقدوا حياتهم".

وكان مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي امر باغلاق مركز كهريزك (جنوب طهران) للاعتقال لانه "لا يطابق المعايير"، حسبما ذكرت وسائل الاعلام الايرانية الاثنين.

الأربعاء، 29 يوليو 2009

اغلاق معتقل التعذيب والموت.. "كهريزك"





أوعز مرشد الثورة الاسلامية آية الله علي خامنئي بإغلاق معتقل كهريزك (جنوب طهران) بسبب افتقاره إلى الإمكانيات والظروف المطلوبة للحفاظ على حقوق المعتقلين. وقال المتحدث باسم اللجنة الخاصة لمتابعة أوضاع المعتقلين النائب كاظم جلالي, في تصريح لوكالة مهر للأنباء, ردا على سؤال بشأن قلق بعض نواب مجلس الشورى الاسلامي وبعض الشخصيات السياسية في البلد من وضع معتقلي الاحداث الاخيرة في معتقل كهريزك واحتمال تفقد نواب المجلس لهذا المعتقل, أن المعتقل الذي أمر خامنئي بغلقه هو بسبب افتقاره الى الوضع الملائم للحفاظ على حقوق المتهمين.
ويشير تقرير وكالة مهر للأنباء الى انه من المحتمل ان تلغى زيارة اللجنة الخاصة الى معتقل كهريزك نظرا لغلق هذا المعتقل.
وكان المدعي العام الايراني قربان علي دري نجف ابادي قال كما نقلت عنه وكالة الانباء العمالية "ايلنا" ان قسما كبيرا من المتظاهرين الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات التي تلت اعادة انتخاب الرئيس محموداحمدي نجاد في 12 يونيو سيفرج عنهم بحلول الجمعة. وقال ان "قسما كبيرا من المعتقلين افرج عنهم امس وسيتم الافراج عن اخرين في الايام المقبلة (...) وبحلول نهاية الاسبوع سيتم الافراج عن قسم كبير من المعتقلين الاخرين".
واعلنت وكالة الانباء الايرانية الرسمية الاربعاء ان حوالى عشرين شخصا اوقفوا خلال الاجتجاجات سيحاكمون اعتبارا من السبت بتهمة المساس بالامن القومي. وقالت الوكالة انهم متهمون "بالخلل بالنظام والامن وباقامة علاقات مع المنافقين (التعبير الذي يستخدم لجماعة مجاهدي خلق) والاعتداء بالقنبلة وحمل الاسلحة النارية وقنابل وشن هجمات على قوات الامن والميليشيات الاسلامية وارسال صور (عن التظاهرات) لوسائل اعلام العدو".

أتمنى أن يساعد موت ابني في إصلاح النظام


قال رئيس "معهد باستور" الشهير في إيران عبد الحسين روح الأميني، وهو أيضاً أحد كبار مستشاري المرشّح محسن رضائي، أنه سيتابع "حقوق" إبنه الذي توفّي في المعتقل بعد اعتقاله أثناء مظاهرات الإحتجاج على نتائج الإنتخابات الرئاسية. وأضاف أنه فخور بإنجازات الثورة الإسلامية، وأنه يأمل في أن يساعد موت إبنه في معالجة بعض حالات سوء الإدارة في النظام. وقال: "إن إيماننا الراسخ هو أن دم إبننا الشهيد البريء محسن سيفتح الطريق لحلّ بعض العقد الإجتماعية والسياسية ولحلّ بعض مشكلات سوء الإدارة سواء كانت ناجمة عن أخطاء فردية أو عن أخطاء في النظام".

وكان محسن روح الأميني، وهو طالب كومبيوتر في العشرين من العمر، قد اعتقل في مظاهرة بتاريخ 9 يوليو. وبعد 12 يوماً أبلغت أسرته أن إبنها قد توفّي.
وأضاف عبد الحسين روح الأميني أن ابنه شارك في الإحتجاجات "بسبب روحه المغامرة ولأنه يمقت الغش سواء داخل إيران أو خارجها". وقال: "ولكنني لن أتخلى عن حقوقه، حتى لو كان قد رحل ولن يعود إلينا.. ما أرمي إليه ضمن القانون هو أن أقوم بحملة جدية من أجل تحسين الشؤون الداخلية".

الثلاثاء، 28 يوليو 2009

مراجع شيعة في قم قرروا الهجرة إلى النجف

أكدت مصادر في المعارضة الإيرانية أن العديد من مراجع الدين الشيعة في مدينة قم قرروا مغادرتها إلى مدينة النجف في العراق والاستقرار هناك. وقالت تلك المصادر نقلا عن موقع "شيعة أون لاين" أن المراجع الشيعة سوف يحددون موقفهم النهائي من الهجرة في غضون الأيام القليلة المقبلة.
وأضافت مصادر المعارضة الإيرانية أن الأحداث السياسية التي تشهدها إيران، سواء المتعلقة بالصراع حول نتائج الانتخابات الرئاسية والمواجهات بين المحافظين والمعارضة، أو الصراع في داخل الجناح المحافظ، هو الذي أدى بمراجع قم إلى اتخاذ قرار الهجرة.
وقالت المصادر أن حوزة النجف ومراجع التقليد في المدينة أعلنوا استعدادهم لاستقبال مراجع الدين القادمين من قم.

موسوي: الناس لن تغفر الجرائم المرتكبة في السجون


ظهرت خلافات داخل وزارة الاستخبارات الايرانية بشأن ما يعرف بالثورة المخملية في إيران أطاحت بمسؤولين كبار في الوزارة، بالإضافة إلى الوزير غلام حسين محسني أجه ئي الذي أقاله الرئيس الإيراني.
وقالت المصادر إن أكثر من 20 من كبار المسؤولين في الوزارة، بينهم اثنان من مساعدي الوزير، أبعدوا بسبب رفضهم التعامل مع المحتجين كأعضاء في ثورة "مخملية" لتغيير نظام الجمهورية.
وقبل ذلك، أمر المرشد الاعلى علي خامنئي بإغلاق أحد المعتقلات لافتقاره أدنى الشروط الانسانية.
ففي ظل تقارير عن تعرض الموقوفين في الاحتجاجات الأخيرة إلى سوء معاملة، أمر خامنئي السلطات القضائية بإقفال سجن "غير نموذجي". وقال رئيس مجلس الامن القومي سعيد جليلي، في بيان، ان خامنئي اعتبر أن السجن لا يرقى إلى المعايير المطلوبة وطلب إقفاله. وتابع "خلال الأحداث الأخيرة، أمر (خامنئي) المسؤولين باتخاذ التدابير بحيث لا يعاني أحد، لا سمح الله، من الظلم". وأوضح جليلي أن خامنئي أصر على أن المسؤولين مجبرين "تحديدا" على التحقيق في الانتهاكات المحتملة لحقوق المعتقلين، مشيراً الى أن المرشد الأعلى للثورة شدد على ضرورة احترام القوانين وهو يتابع شخصياً مصير المعتقلين.
في المقابل، اعتبر زعيم المعارضة الايرانية مير حسين موسوي ان الحفل المقرر بعد غد الخميس، تخليدا لذكرى المتظاهرين الذين قتلوا خلال الاحتجاجات، يشكل "اختبارا" للحكومة.
وقال موسوي على موقعه على الانترنت "اننا نريد اختبار الحكومة. لن نلقى خطب، نريد فقط استخدام المصلى الاكبر في طهران الذي انفقت عليه مئات ملايين الدولارات". واضاف مخاطبا السلطات "اتركونا نجتمع ونتلو القرآن".
واضاف موسوي ان الناس "لن يغفروا الجرائم المرتكبة"، في اشارة الى الشبان الذين قتلوا خلال التظاهرات او في السجن. وتابع "اقول لمن ارتكب تلك الجرائم ان الشعب عاقب الذين ارتكبوا مثل هذه الجرائم قبل الثورة". واضاف رئيس الوزراء السابق الذي اخذ بزمام حركة الاحتجاج اثر هزيمته في الانتخابات الرئاسية، انه "لا خيار امام النظام سوى العودة الى مبادئ الدستور والا فان الناس سيرغمونه على ذلك".

أربعينية شهداء الاحتجاجات في مصلى طهران الخميس

في إطار طلب مير حسين موسوي ومهدي كروبي من وزارة الداخلية الإيرانية السماح لهما بتنظيم احتفال تأبيني للشهداء الإيرانيين الذين سقطوا في الاحتجاجات التي تلت الانتخابات الرئاسية، أكدت مصادر في المعارضة الإيرانية أن هذا الاحتفال سينظم يوم الخميس القادم في المُصلى الكبير في طهران.
وجاء في الرسالة التي بعثها كل من موسوي وكروبي إلى وزير الداخلية الإيراني أن الاحتفال في أربعينية الشهداء "لن يحتوي على أي كلمات للمنظمين موجهة إلى الجمهور، وسوف يحتوي فقط على تلاوة لآيات من الذكر الحكيم، وسيطلب من الحضور الاستماع إلى الآيات بهدوء احتراما للشهداء".
وقالت مصادر المعارضة الإيرانية إنه في حال لم يستطع موسوي وكروبي الحصول على إذن من وزارة الداخلية الإيرانية لتنظيم هذا الاحتفال، إلا أن ذلك لن يكون مانعا في طريق تنظيم الاحتفال. ومن المقرر مشاركة موسوي وكروبي إضافة إلى الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي في الاحتفال.

الاثنين، 27 يوليو 2009

تحذيرات لرفسنجاني من مواجهة مصير منتظري


حذر علي سعيدي ممثل مرشد الثورة الإيرانية في "الحرس الثوري"هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس الخبراء من الاستمرار في موقفه تجاه الأزمة الانتخابية الاخيرة، مذكراً إياه بنصائح مرشد الثورة السابق آية الله الخميني لنائبه آية الله حسبن علي منتظري قبيل إقالته من منصبه، حيث وضع في الإقامة الجبرية 5 أعوام. وهنا تجدر الإشارة إلى أن علي سعيدي يشغل منصب مندوب الولي الفقيه في الحرس الثوري منذ اربعة اعوام، وهو عضو في جمعية رجال الدين المناضلين وينتمي إلى التيار المحافظ التقليدي.
ونشر موقع وكالة أنباء (ايلنا) القريبة من الإصلاحيين مقابلة مع سعيدي الذي اكد وجود خلافات في "جمعية رجال الدين المناضلين" بخصوص الأزمة الرئاسية الراهنة، وتلك الجمعية تضم رجال دين محافظين بشكل عام ولكنها تضم شخصيات غير محافظة، وهي تعاني الآن من خلافات حادة بين اعضائها.
ورداً على سؤال بخصوص الجدل بين هاشمي رفسنجاني ونائبه في مجلس الخبراء آية الله محمد يزدي قال في جانب من رده: "أنا اعتقد أنه ينبغي على الخبراء أن يعبروا عن آرائهم في الظروف الحساسة للحؤول دون وقوع الشعب في الخطأ". وحول مستقبل هاشمي رفسنجاني السياسي، أجاب: "إنه إنسان ذكي ويعلم أن الطريق الوحيد المتبقي أمامه أن يحافظ على ماضيه المشرف"، مضيفاً أن هاشمي رفسنجاني "كان من دعائم النظام الإسلامي إلا أنه تعرض لانتكاسات أخيراً، بعضها بسبب الأفكار التي يحملها والبعض الآخر كانت نتيجة لمواقف أقاربه وحاشيته"، ونصح ممثل المرشد في الحرس الثوري رفسنجاني التحلي بالشجاعة. وعندما سأله مراسل الوكالة كيف يمكن التحدث بهذه اللهجة تجاه رفسنجاني الذي يشغل منصب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام ويترأس مجلس الخبراء قال مندوب خامنئي في الحرس الثوري: "إن الإمام (الخميني) قد أقال نائبه (آية الله منتظري) الذي كان يخاطبه بأنه خلاصة عمره". وأردف سعيدي: "باعتقادي ان الاسلام والثورة أهم من الأفراد، ونقترف خطأ كبيرا عندما نولي اهتماماً لبعض الأشخاص ونضعهم في مرتبة أعلى من الدين فنكمم أفواهنا ولا ننبس ببنت شفة". ثم اشار إلى مواقف رفسنجاني قائلاً: "إن السيد هاشمي رفسنجاني رجل ذكي فعليه أن يتراجع (عن موقفه) ليحافظ على ماضيه الثمين ويعوض (ما حدث) ويتذكر نصائح الإمام الخميني إلى آية الله منتظري.
تجدر الإشارة إلى أن آية الله منتظري كان يعد من ابرز الشخصيات الدينية المعارضة لنظام الشاه، حيث حكم عليه النظام السابق بالإعدام لكن تم إطلاق سراحه بعد ثلاثة أعوام، وترأس بعد الثورة أول دورة لمجلس الخبراء الذي يمتلك صلاحيات الإشراف على المرشد، ويترأس هذا المجلس في الوقت الراهن هاشمي رفسنجاني.
ومعروف عن منتظري أنه لعب دوراً بارزاً في كتابة الدستور الإيراني والتنظير لمبدأ ولاية الفقيه وعينه آية الله الخميني نائباً له، لكن بالرغم من ذلك ظل يوجه انتقادات حادة لسياسات النظام خاصة في التعامل مع المعارضين، وعارض بشدة الإعدامات الجماعية في السجون الإيرانية في صيف 1988.
وفي نفس العام تمت إقالته من منصبه نائباً لولي الفقيه ووضع في الإقامة الجبرية في منزله بقم وفرضت عليه العزلة لعقدين من الزمن، وموقفه من الأزمة الراهنة ونقده الحاد للمحافظين أكسباه الكثير من الشهرة وطرحاه كمرجع ديني للإصلاحيين وزادا من أتباعه بشكل لافت.
من ناحية أخرى أصدر أحد كبار رجال الدين الأعضاء في مجلس الخبراء بياناً على موقعه الخاص أعلن عن دعمه لتصريحات هاشمي رفسنجاني في خطبتي صلاة الجمعة في طهران، والتي دعا فيهما إلى إيجاد حل للازمة الراهنة وإطلاق سراح المعتقلين. ودفاعاً عن رفسنجاني ذكّر آية الله دستغيب في بيانه منتقديه بالدور الذي لعبه عام 1989 في مجلس الخبراء لاختيار آية الله خامنئي خليفة لمؤسس النظام آية الله الخميني، وفي معرض اشارته غير المباشرة لتصريحات آية الله محمد يزدي التي تهجّم فيها على رفسنجاني قال: "في الوقت الذي تنصحون فيه آية الله رفسنجاني، يبدو أنكم قد نسيتم أنه قام بعد وفاة امام الامة (الخميني) قبل فوات الأوان، وبالرغم من وجود شخصيات من قبيل آية الله صافي كلبايكاني وآية الله أردبيلي وآية الله مشكيني وآية الله أميني وعلماء كبار آخرين بتهيئة الاجواء من خلال حديثه في مجلس الخبراء ليصوت لصالح آية الله خامنئي". واستطرد يقول: "في يوم انتخاب المرشد (خامنئي) وفي تلك الظروف الحساسة وهي مسجلة حقاً، لم يقل أحد منكم إن رفسنجاني يتحدث خلافاً لمصلحة النظام أو يعمل ضد النظام أو يبث الفرقة، ولكن اليوم عندما يطرح حقيقة لا تروق لكم بالرغم من معرفتكم بهذه الحقيقة، تتخذون مواقف احتجاجية".
ورفض آية الله دستغيب الاعترافات المتلفزة التي تنتزع من سجناء الاحداث الاخيرة، واعتبرها خلافاً لفتاوى المراجع الدينية، مؤكداً أنها لاغية من الناحيتين القانونية والشرعية، ودعا الى إطلاق سراح السجناء.

هراوات الشاه وعصي الولي الفقيه

بصرف النظر عن كل ما أشيع من نظريات عن الدوافع الحقيقية وراء انتفاضة الشعب الإيراني الأخيرة ضد نظام «الولي الفقيه»، فانه من المؤكد أن جيل ما بعد الثورة قد ضاق ذرعا بكل ما تمثله المؤسسة الدينية الحاكمة من ضغوط نفسية واجتماعية وحتى اقتصادية. كما أن الثورة «المباركة»، وبعد 30 عاما، فشلت في تحقيق أي من أهدافها، غير سيطرة الملالي على دفة الحكم! فالبطالة منتشرة والتضخم يأكل جزءا كبيرا من أموال أغلبية المواطنين، والفساد الإداري شمل كل إدارة وقطاع، وأصبح ثراء وطريقة عيش وفساد نسبة عالية من رجال الدين موضع تندر الجميع! ولكن لماذا نجحت انتفاضة الشارع في عام 1979في وضع نهاية لواحد من أقوى أنظمة الحكم، الذي كان يفتخر بامتلاكه لرابع أكبر ترسانة حربية في العالم، خلال ساعات، ولم تلاق الانتفاضة الأخيرة، على الرغم من دمويتها وكبر حجم التأييد المحلي والعالمي لها، نفس النجاح؟. أعتقد أن سبب ذلك يعود إلى عدة عوامل أهمها غياب القيادة الكارزمية في الانتفاضة الشعبية الثانية، فلا مجال لمقارنة شخصية آية الله الخميني بشخصية أي من المرشحين «الإصلاحيين» من ممثلي المعارضة. كما أن الشاه، عندما بدأ الخميني ثورته، كان يشرف على الموت. وكان ولي عهده صبيا صغيرا، ولم يكن أحد في عائلته الفاسدة، أو من بين بطانته الأكثر فسادا، من كان على استعداد للمخاطرة بحياته من أجل النظام، خاصة بعد أن أبدى الجيش الإيراني تململه وتردده في التعرض للمتظاهرين العزل في الشوارع بالدبابات الثقيلة. وبالتالي سقط النظام من تلقاء نفسه خلال ساعات لفقده لدعامته الأساسية المتمثلة في الشاه، ولقلة عدد المستفيدين من بقاء النظام، بعدما هربت الأغلبية المتنفذة إلى الخارج. ولكن في الانتفاضة الأخيرة تعددت الجهات التي يمكن أن تخسر الكثير من سقوط النظام. فهناك ما لا يقل عن 120 ألف رجل دين يتولون الإدارة المباشرة، أو الإشراف، على كل أجهزة الدولة الحيوية من جيش واقتصاد وطاقة نووية وطيران وزراعة، ولهؤلاء مصلحة كبيرة في بقاء النظام الحالي، ولن يترددوا لحظة في إراقة كثير من الدماء قبل تسليم الحكم لغيرهم، إن بقوا أحياء بعدها! كما تساند هؤلاء عدة تنظيمات عسكرية يزيد تعدادها على النصف مليون مؤدلج عالي التدريب تمتلك تنظيماتهم أسلحة برية وبحرية يفتقد الجيش الإيراني نفسه للبعض منها، ولهؤلاء مصلحة في بقاء النظام، وهم على استعداد لإفناء نصف الشعب الإيراني في سبيل بقاء الولي الفقيه والمذهب الصحيح، واستمرار بقائهم في السلطة بالتبعية. وفوق هذا وذلك فإن الهراوات التي انهالت على رؤوس المتظاهرين في الانتفاضة الأخيرة كانت هراوات «إلهية» مباركة بأدعية «الولي الفقيه» ومغموسة ببركة «المرشد الأعلى»، وهذا ما لم يتمتع به جند الشاه في عام 1979، ولهذا رأى العالم كم كان قائدو الدراجات النارية والشرطة والعسكر والقوات السرية بملابسها المدنية عنيفة حتى الموت مع المتظاهرين العزل، وحتى أولئك الذين تواجدوا في المكان الخطأ في اللحظة الخطأ. المهم، بعد كل هذا، إن هيبة مركز الثقل في السياسة الإيرانية قد تأثرت واهتزت بشكل كبير، والانتفاضة لن تنتهي قبل الإطاحة بنظام ولاية الفقيه، وهذا لا يمكن أن يتم من دون تآكله من الداخل، وقد يستغرق هذا بعض الوقت، ولكنه قادم لا محالة.
أحمد الصراف - كاتب كويتي

habibi. enta1@gmail.com

تدهور الوضع الصحي للمعارض سعيد حجاريان


قال موقع "نوروز" الالكتروني التابع لحزب مشاركت الإصلاحي أن زوجة وأبناء الزعيم الإصلاحي سعيد حجاريان التقوا به في سجن إيفين. وقالت زوجة حجاريان الدكتورة مرصوصي لموقع "نوروز" أن نداء "هل من ناصر ينصرني" يُسمع من السجن، مؤكدة أن صحة زوجها خطرة جدا، مضيفة "ألا يوجد في إيران من يستطيع إنقاذ زوجي؟".
وقالت مرصوصي "لنورز" أنها حينما قابلت زوجها في السجن فإنها قابلته "من خلال كاميرا وكان في حال يرثى لها ويبكي باستمرار"، مؤكدة بأنه تعرض لتعذيب شديد ووضع تحت أشعة الشمس لمدد طويلة الأمر الذي فاقم من حالته الصحية السيئة.
يذكر أن حجاريان يعاني من شلل نصفي ومن بعض الأمراض الأخرى نتيجة تعرضه لطلق ناري إثر محاولة لاغتياله قبل عشر سنين من قبل أحد المتشددين في طهران.

الخميس، 23 يوليو 2009

صورة للمحتجين الذين سقطوا برصاص الشرطة الإيرانية


مصباح يزدي: من يخالف ولاية الفقيه فهو مشرك


أكد رجل الدين الإيراني آية الله محمد تقي مصباح يزدي، الذي يعتبر الأب الروحي للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أن من يخالف ولاية الفقيه وكأنما يشرك بالله، شارحا ذلك بالقول "معنى هذا أن هناك مصدرا آخر للشرعية غير الله". وقال مصباح يزدي، نقلا عن وكالة الأنباء الإيرانية "إيسنا"، حيث كان يتحدث في محاضرة بمدينة همدان الإيرانية تحت عنوان "هل ولاية الفقيه دكتاتورية؟" إنه "في ضوء تركيز الإعلام المناوئ للجمهورية الإسلامية وبعض الشخصيات على قضية ولاية الفقيه منذ انتصار الثورة وحتى يومنا هذا، لابد من القول بأنه وفق القاعدة النبوية لابد للخطباء أن يكونوا حكّام المجتمع".

الأربعاء، 22 يوليو 2009

الثلاثاء، 21 يوليو 2009

حسن الخميني يتفادى حضور مراسم تنصيب نجاد


تؤكد الأنباء الواردة من مصادر المعارضة الإيرانية أن حسن الخميني حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران روح الله الخميني قد غادر إيران إلى إحدى الدول المجاورة لكي يتفادى حضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد المقررة في شهر أغسطس القادم.
وتقول مصادر المعارضة الإيرانية أن حسن الخميني كان قد احتج أيضا على كيفية إدارة الحكومة للانتخابات الرئاسية وما شاب تلك الانتخابات من تزوير، وما جرى بعدها من أحداث قمع للمحتجين على نتائجها.
جدير بالذكر أن حسن الخميني، وفق مصادر المعارضة الإيرانية، قد تعرض لضغوط شديدة لإجباره على حضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني، ولهذا السبب قرر مغادرة إيران لفترة معينة حتى تتضح بعض الأمور.

الاثنين، 20 يوليو 2009

خاتمي يتحدى خامنئي.. وموسوى لإطلاق المحتجزين

ذكر موقع إصلاحي على الانترنت أن زعيم المعارضة الإيرانية مير حسين موسوي قال اليوم الاثنين أن القبض على إيرانيين موالين للإصلاح لن ينهي نزاعا بشأن انتخابات الرئاسة في إيران.
ونقل موقع مشاركت على الانترنت عن موسوي قوله "أليست هذه إهانة لأربعين مليون ناخب... أن يجرى ربط المحتجزين بدول أجنبية... أحباؤنا في السجن والمحامون غير قادرين على الوصول إليهم وهم تحت ضغط لانتزاع اعترافات منهم... الاحتجازات لن تحل القضية... اتركوا الناس تعبر بحرية عن احتجاجها وأفكارها".
ودعا الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي إلى إجراء استفتاء على شرعية الحكومة متحديا بذلك الزعيم الأعلى الذي أيد نتيجة انتخابات الرئاسة المتنازع على نتيجتها.
ونقلت مواقع على الانترنت اليوم الاثنين عن خاتمي قوله "الطريقة الوحيدة للخروج من الوضع الحالي هي إجراء استفتاء. يجب سؤال الناس ما إذا كانوا سعداء بالوضع الحالي... إذا كانت أغلبية الناس سعيدة بالوضع الحالي فسنقبله نحن أيضا".
وقال خاتمي "كما قال هاشمي رفسنجاني (في صلاة الجمعة) فلابد من إعادة الثقة العامة إلى المجتمع... أعلنا منذ البداية أن هناك سبلا قانونية لإعادة تلك الثقة ولكن دعواتنا تقابل بالتجاهل". وأضاف "أقول مرة أخرى أن الحل الوحيد هو التفكير في أصوات الناس وإجراء استفتاء قانوني".
وحذر اليوم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي قوى المعارضة من إثارة المزيد من الفوضى في البلاد ، مستنكرا التدخل الأجنبي المزعوم في شئون البلاد عقب الانتخابات.
وقال خامنئي في لقاء بثه التلفزيون المحلي مع مسئولي البلاد "إن علمائنا عليهم أن يكونوا حريصين على ما يقولون وعلى ما لا يقولون".
وأضاف "قد تكون هناك أطياف سياسية مختلفة في إيران، إلا أنه عندما يدرك المواطنون أن العداوة تكمن داخل النظام (الحاكم)، فإنهم نتيجة لذلك سيحرصون على بعدهم (عنه)".
ورغم عدم تحديد خامنئي للشخص المقصود من كلامه، إلا أنه يبدو أنه كان يشير إلى خطبة يوم الجمعة لرفسنجاني الذي وصف التطورات الأخيرة التي أعقبت ما تردد من وجود "تلاعب" في الانتخابات ، بالـ"أزمة".
وقال خامنئي إن "ترديد أمور خاطئة وعدم قول أشياء أخرى قد يؤدي إلى الخراب". ولم يدل المرشد الأعلى بمزيد من التفاصيل.

الأحد، 19 يوليو 2009

ابراهيم يزدي: إيران تسير في طريق الاتحاد السوفييتي

حذر سياسي إصلاحي إيراني من أن بلاده تسير في طريق الاتحاد السوفييتي السابق الذي وصفه بأنه "أقوى نظام توتاليتاري (استبدادي) بجهاز شرطة سرية شديد الفعالية لكنه فاسد".
وقال إبراهيم يزدي زعيم "حركة حرية إيران" التي تنتمي إلى التيار الإصلاحي في حوار خاص مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية إنه بعد 30 عاما على قيام الجمهورية الإسلامية بعد الإطاحة بنظام الشاه، فإن خوفه يزداد على مصير تلك الجمهورية. وأضاف "انهار الاتحاد السوفييتي السابق لأن القادة تحركوا للإصلاح وللاستجابة لمطالب الشعب متأخرين.. وأعتقد أن إيران تسير في هذاالطريق".
وكشف يزدي أن "هناك فارقين أساسيين بين إيران والاتحاد السوفييتي: أولا أن إيران ليست إمبراطورية كي تتفكك إلى جمهوريات وأقاليم. ثانيا: انهيار الاتحاد السوفييتي شكل نهاية للأيديولوجية الماركسية.. لكن الإسلام لن يختفي كما اختفت الماركسية. فالإسلام جزء من هويتنا وثقافتنا"، مؤكد: "أنا لست قلقا على الإسلام، فللإسلام رب يحميه.. لكنني خائف على الجمهورية الإيرانية والديمقراطية في بلدي".
وقال يزدي إن الحركة الإصلاحية التي تتجه لتشكيل مظلة كبيرة يتجمع حولها كل أطياف التيار الإصلاحي تبحث عن أفكار لمواصلة تحديها لنتائج الانتخابات الرئاسية، موضحا أنه من ضمن الأفكار تشكيل "مجلس تشاوري" من المرشحين الخاسرين في انتخابات الرئاسة الماضية مير حسين موسوي ومهدي كروبي بجانب الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، موضحا أن تشكيل ذلك المجلس "سيجعل على أكبر هاشمي رفسنجاني (رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام) في وضع أفضل لمساعدة الإصلاحيين عبر المؤسسات الرسمية للنظام".
وأعرب يزدي عن أسفه لما سماه الاعتداء على كروبي ومتظاهرين آخرين خلال خطبة صلاة الجمعة الماضية التي تحدث فيها رفسنجاني، موضحا أن "الاعتداءات" على المتظاهرين عمقت أزمة الثقة بين الشارع والنظام.
غير أن يزدي شدد على أن الحركة الإصلاحية ستواصل ضغطها السياسي من أجل إطلاق سراح المئات من المعتقلين السياسيين في إيران وإجراء تحقيق في عمليات القتل التي حدثت خلال المظاهرات.

السبت، 18 يوليو 2009