الأربعاء، 24 يونيو 2009

السلطات الإيرانية تقمع المتظاهرين والاصلاحيون يدعون للحداد

تمكنت فيما يبدو حملة أمنية في قمع احتجاجات الشوارع على نتائج انتخابات الرئاسة الايرانية المتنازع عليها لكن القيادة واجهت تحديا جديدا اليوم الاربعاء بعد مطالبة رجال دين اصلاحيين باعلان الحداد الرسمي على القتلى من المحتجين. ورغم تردد صيحات التكبير الاحتجاجية مرة أخرى من فوق أسطح المنازل في طهران مع حلول الليل فان القيادة الاسلامية المتشددة في ايران أصبح لها اليد العليا في الوقت الحالي على الاقل. وأنهى مئات الافراد من شرطة مكافحة الشغب وميليشيا الباسيج في الميادين الرئيسية في طهران فيما يبدو الاحتجاجات على الانتخابات التي أجريت في 12 يونيو والتي يقول اصلاحيون انه تم التلاعب فيها لصالح الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد وابعاد مير حسين موسوي رئيس الوزراء السابق الذي ينتمي الى التيار الاصلاحي. ولقي عشرة محتجين حتفهم على الاقل في أسوأ أعمال عنف يوم السبت ونحو سبعة اخرين في أوائل الاسبوع الماضي. وصور متظاهرون لقطات لعدد من حوادث قتل المحتجين وعرضوا تلك اللقطات على الانترنت وشاهدها الالاف في أنحاء العالم. وشدد الرئيس الامريكي باراك أوباما من موقفه أمس الثلاثاء وقال انه يشعر "بالانزعاج والغضب" من الاجراءات القمعية التي تقوم بها ايران. وتتهم ايران المحتجين بأنهم مدعومون من الغرب والولايات المتحدة وبريطانيا على وجه الخصوص وألقت القبض على متظاهرين شبان وعرضت صورهم على شاشات التلفزيون وهم يعترفون بأن قنوات اخبارية أجنبية حرضتهم على هذا. وقالت صحيفة كيهان الدولية المحافظة في صدر صفحاتها "مثيروالشغب يعترفون.. وسائل الاعلام الغربية خدعتنا". كما نشرت صحف ايرانية محافظة اخرى مقالات اليوم الاربعاء تلقي فيها مسؤولية العنف على موسوي. ونقلت صحيفة وطن امروز تصريحات لوالد احد المحتجين القتلى الذي عرف باسم غانيان وهو اسم الاسرة قوله "دم ابني في رقبة ميرحسين موسوي. سأرفع هذا الامر الى ان أنال حقي". وصرح موسوي مرارا بأن أنصاره لا يقفون وراء اعمال العنف التي أعقبت الانتخابات. واتهمت وزارة الخارجية الايرانية الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالتدخل في شؤون ايران "تحت تأثير قوى بعينها" في اشارةواضحة الى بريطانيا والولايات المتحدة. وقالت صحيفة ايران نيوز التي تصدر بالانجليزية اليوم ان أحمدي نجاد سيؤدي اليمين الدستورية امام البرلمان في وقت ما بين 26 يوليو و19 أغسطس. وتخوض القيادة الايرانية في طهران نزاعا مع القوى الغربية بسبب برنامجها النووي الذي تقول انه يهدف الى توليد الكهرباء ولكن الغرب يعتقد أنه قد يستخدم في صنع الاسلحة النووية مما يزعزع استقرار المنطقة. وقال أوباما ان الولايات المتحدة لن تتدخل في الاحتجاجات ووصف اتهام بلاده بالتحريض عليها بأنه "كاذب وغير منطقي بشكل واضح". وقال "هذه الاستراتيجية البالية التي تستغل فيها توترات قديمة لجعل دول أخرى كبش فداء لن تنجح بعد الان في ايران". ودعا اية الله العظمى حسين علي منتظري وهو من المعارضين ولكنه يظل واحدا من أكبر رجال الدين في ايران الى اعلان ثلاثة أيام من الحداد الوطني على المحتجين القتلى اعتبارا من اليوم الاربعاء. وقال منتظري في بيان في موقعه على الانترنت "مقاومة مطلب الشعب حرام شرعا". وكان منتظري يوما ما أحد الاسماء المطروحة لخلافة اية الله روح الله الخميني قائد الثورة الاسلامية الراحل ولكنه اختلف مع مؤسس الجمهورية الاسلامية قبيل وفاته عام 1989. وفرض على منتظري الاقامة الجبرية في منزله بمدينة قم المقدسة منذ نحو عشر سنوات. كما اشار رجل الدين الاصلاحي مهدي كروبي الذي احتل المركزالثالث في الانتخابات الرئاسية الى أن المعارضة ستستمر داعيا الايرانيين الى اقامة مراسم حداد على القتلى غدا الخميس. وقبل الزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي الذي بيده كل مقاليد السلطة في ايران طلبا من أكبر هيئة تشريعية في البلاد للسماح بخمسة أيام اخرى يتقدم خلالها المرشحون بشكاوى خاصة بالانتخابات. ولكن مجلس صيانة الدستور المكون من 12 عضوا كان قد رفض بالفعل مطالب باعادة الانتخابات من موسوي الذي يقول انه المفترض أن يكون هو الفائز في الانتخابات. وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية اليوم الاربعاء أن محسن رضائي أحد المرشحين الثلاثة المهزومين في انتخابات الرئاسة الاخيرة سحب شكاواه بشأن التصويت. وقال رضائي القائد السابق للحرس الثوري ان الاوضاع السياسية والامنية الحساسة في البلاد هي السبب وراء قراره. ونقلت الوكالة عن رضائي قوله في رسالة الى مجلس صيانة الدستور أعلى سلطة تشريعية في ايران "أرى أن من مسؤوليتي أن أشجع نفسي والآخرين على السيطرة على الوضع الحالي... ولهذا أعلن سحب الشكاوى التي قدمتها".
وكالة "رويترز"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق