الاثنين، 27 يوليو 2009

تحذيرات لرفسنجاني من مواجهة مصير منتظري


حذر علي سعيدي ممثل مرشد الثورة الإيرانية في "الحرس الثوري"هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس الخبراء من الاستمرار في موقفه تجاه الأزمة الانتخابية الاخيرة، مذكراً إياه بنصائح مرشد الثورة السابق آية الله الخميني لنائبه آية الله حسبن علي منتظري قبيل إقالته من منصبه، حيث وضع في الإقامة الجبرية 5 أعوام. وهنا تجدر الإشارة إلى أن علي سعيدي يشغل منصب مندوب الولي الفقيه في الحرس الثوري منذ اربعة اعوام، وهو عضو في جمعية رجال الدين المناضلين وينتمي إلى التيار المحافظ التقليدي.
ونشر موقع وكالة أنباء (ايلنا) القريبة من الإصلاحيين مقابلة مع سعيدي الذي اكد وجود خلافات في "جمعية رجال الدين المناضلين" بخصوص الأزمة الرئاسية الراهنة، وتلك الجمعية تضم رجال دين محافظين بشكل عام ولكنها تضم شخصيات غير محافظة، وهي تعاني الآن من خلافات حادة بين اعضائها.
ورداً على سؤال بخصوص الجدل بين هاشمي رفسنجاني ونائبه في مجلس الخبراء آية الله محمد يزدي قال في جانب من رده: "أنا اعتقد أنه ينبغي على الخبراء أن يعبروا عن آرائهم في الظروف الحساسة للحؤول دون وقوع الشعب في الخطأ". وحول مستقبل هاشمي رفسنجاني السياسي، أجاب: "إنه إنسان ذكي ويعلم أن الطريق الوحيد المتبقي أمامه أن يحافظ على ماضيه المشرف"، مضيفاً أن هاشمي رفسنجاني "كان من دعائم النظام الإسلامي إلا أنه تعرض لانتكاسات أخيراً، بعضها بسبب الأفكار التي يحملها والبعض الآخر كانت نتيجة لمواقف أقاربه وحاشيته"، ونصح ممثل المرشد في الحرس الثوري رفسنجاني التحلي بالشجاعة. وعندما سأله مراسل الوكالة كيف يمكن التحدث بهذه اللهجة تجاه رفسنجاني الذي يشغل منصب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام ويترأس مجلس الخبراء قال مندوب خامنئي في الحرس الثوري: "إن الإمام (الخميني) قد أقال نائبه (آية الله منتظري) الذي كان يخاطبه بأنه خلاصة عمره". وأردف سعيدي: "باعتقادي ان الاسلام والثورة أهم من الأفراد، ونقترف خطأ كبيرا عندما نولي اهتماماً لبعض الأشخاص ونضعهم في مرتبة أعلى من الدين فنكمم أفواهنا ولا ننبس ببنت شفة". ثم اشار إلى مواقف رفسنجاني قائلاً: "إن السيد هاشمي رفسنجاني رجل ذكي فعليه أن يتراجع (عن موقفه) ليحافظ على ماضيه الثمين ويعوض (ما حدث) ويتذكر نصائح الإمام الخميني إلى آية الله منتظري.
تجدر الإشارة إلى أن آية الله منتظري كان يعد من ابرز الشخصيات الدينية المعارضة لنظام الشاه، حيث حكم عليه النظام السابق بالإعدام لكن تم إطلاق سراحه بعد ثلاثة أعوام، وترأس بعد الثورة أول دورة لمجلس الخبراء الذي يمتلك صلاحيات الإشراف على المرشد، ويترأس هذا المجلس في الوقت الراهن هاشمي رفسنجاني.
ومعروف عن منتظري أنه لعب دوراً بارزاً في كتابة الدستور الإيراني والتنظير لمبدأ ولاية الفقيه وعينه آية الله الخميني نائباً له، لكن بالرغم من ذلك ظل يوجه انتقادات حادة لسياسات النظام خاصة في التعامل مع المعارضين، وعارض بشدة الإعدامات الجماعية في السجون الإيرانية في صيف 1988.
وفي نفس العام تمت إقالته من منصبه نائباً لولي الفقيه ووضع في الإقامة الجبرية في منزله بقم وفرضت عليه العزلة لعقدين من الزمن، وموقفه من الأزمة الراهنة ونقده الحاد للمحافظين أكسباه الكثير من الشهرة وطرحاه كمرجع ديني للإصلاحيين وزادا من أتباعه بشكل لافت.
من ناحية أخرى أصدر أحد كبار رجال الدين الأعضاء في مجلس الخبراء بياناً على موقعه الخاص أعلن عن دعمه لتصريحات هاشمي رفسنجاني في خطبتي صلاة الجمعة في طهران، والتي دعا فيهما إلى إيجاد حل للازمة الراهنة وإطلاق سراح المعتقلين. ودفاعاً عن رفسنجاني ذكّر آية الله دستغيب في بيانه منتقديه بالدور الذي لعبه عام 1989 في مجلس الخبراء لاختيار آية الله خامنئي خليفة لمؤسس النظام آية الله الخميني، وفي معرض اشارته غير المباشرة لتصريحات آية الله محمد يزدي التي تهجّم فيها على رفسنجاني قال: "في الوقت الذي تنصحون فيه آية الله رفسنجاني، يبدو أنكم قد نسيتم أنه قام بعد وفاة امام الامة (الخميني) قبل فوات الأوان، وبالرغم من وجود شخصيات من قبيل آية الله صافي كلبايكاني وآية الله أردبيلي وآية الله مشكيني وآية الله أميني وعلماء كبار آخرين بتهيئة الاجواء من خلال حديثه في مجلس الخبراء ليصوت لصالح آية الله خامنئي". واستطرد يقول: "في يوم انتخاب المرشد (خامنئي) وفي تلك الظروف الحساسة وهي مسجلة حقاً، لم يقل أحد منكم إن رفسنجاني يتحدث خلافاً لمصلحة النظام أو يعمل ضد النظام أو يبث الفرقة، ولكن اليوم عندما يطرح حقيقة لا تروق لكم بالرغم من معرفتكم بهذه الحقيقة، تتخذون مواقف احتجاجية".
ورفض آية الله دستغيب الاعترافات المتلفزة التي تنتزع من سجناء الاحداث الاخيرة، واعتبرها خلافاً لفتاوى المراجع الدينية، مؤكداً أنها لاغية من الناحيتين القانونية والشرعية، ودعا الى إطلاق سراح السجناء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق