الأحد، 5 يوليو 2009

زعماء إيران المتشددون يتجهون للانتقام من المعارضة


يتجه حكام ايران المتشددون لمعاقبة الاصلاحيين لعلاقتهم باجرأ احتجاجات ضد الحكومة منذ الثورة الاسلامية في عام 1979 رغم ماقد يلحقه ذلك من ضرر بشرعية النظام وعلاقاته مع الغرب. والان بعد ان قمعت قوات الامن الاضطرابات التي اجتاحت الشوارع عقب الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في 12 يونيو تستعد القيادة لمحاكمة بعض من مئات النشطاء السياسيين وصناع الرأي الذين اعتقلوا منذ الانتخابات.
وترددت تلميحات كثيرة بأن الزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي سيقوم بالرد بعدما صدمته حالة الغضب ازاء اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في انتخابات وصفها منتقدون بانها مزورة. ودعا رئيس تحرير صحيفة كيهان المتشددة أمس السبت لمحاكمة مرشح انتخابات الرئاسة المهزوم مير حسين موسوي والرئيس السابق المؤيد للاصلاح محمد خاتمي عن //جرائمها البشعة//. ويوم الجمعة قال اية الله أحمد جنتي رئيس مجلس صيانة الدستور الذي اقر نتيجة الانتخابات ان الموظفين الايرانيين العاملين في السفارة البريطانية في طهران المتهمين بالتحريض على الاضطرابات اعترفوا بذنبهم وسيحاكمون ومن بينهم كبير المحللين السياسيين في السفارة. وقالت صحيفة جوان وهي صحيفة متشددة أخرى ان 100 عضو في البرلمان وقعوا خطابا موجها للقضاء يطالب بمحاكمة زعماء //أعمال الشغب التي وقعت في أعقابالانتخابات// مشيرين الى موسوي ومهدي كروبي المرشح الاخر المهزوم.
وذكر محللون ان تضييق الخناق على المعارضة بصورة أكبر من شأنه ان يفقد المؤسسات //الجمهورية// المصداقية التي منحت في السابق القيادة الدينية قدرا من الشرعية. وقال تريتا باريسي رئيس المجلس الوطني الايراني الامريكي في واشنطن //حين لم تفلح محاولة سرقة الانتخابات كما خطط لها اختار احمدي نجاد سياسة الاستبعاد. اعتقد انها ستفشل ايضا//. وتابع //العنف والوحشية التي ابدتها الحكومة لن تنسى. ستأتي على حساب اي شرعية باقية للحكومة. يمكن ان يحكم خامنئي واحمدي نجاد بالقوة فقط الان. اعتمادهما على الجهاز الامني أكثر من اي وقت مضى//.
ويقول مسؤولون ان الانتخابات كانت الاكثر نزاهة في 30 عاما وان الفائزين الحقيقيين 40 مليون ايراني ادلوا باصواتهم. ووصفوا المعترضين على النتيجة بمخربين يسعون //لثورة مخملية// نيابة عن القوى الغربية الحاقدة. ويقول علي رضا نادر المحلل في مؤسسة راند انه يبدو ان ايران تتجه نحو نظام حكومي ذي طابع عسكري اكبر يتزايد فيه دور الحرس الجمهوري. وتابع //يبدو نظام صنع القرار في ايران الذي يعتمد على توافق الاراءمهددا// مضيفا ان مؤسسات مثل البرلمان ربما تضطلع بدور اصغر. وأضاف أن خامنئي الذي دعا الايرانيين للاحتشاد خلف احمدي نجاد عقب الانتخابات زاد من تشويه صورته كحكم محايد تتجاوز مكانته اي خلاف سياسي رغم انه انحاز للمحافظين المتشددين لسنوات عديدة. وقال //ربما اضر خامنئي بمصداقيته داخل المؤسسة الدينية بمثل هذا السلوكالفردي//.
وساند بعض كبار رجال الدين مثل اية الله محمد مصباح يزدي احمدي نجاد غير ان اثنين على الاقل هما اية الله العظمى حسين علي منتظري المعارض القديم وحليفة الاصلاحي اية الله العظمى يوسف صانعي انتقدا السلطات. وقال صانعي في بيان على شبكة الانترنت أمس السبت //امل ان يكون الطريق مفتوحا أمام الشعب الايراني ليواصل احتجاجه القانوني// وحث السلطات على الا ترتكب // خطيئة كبرى// بانتهاكها حقوق المواطنين.
ولكن مع اغلاق ابواب الاحتجاج العام والمعارضة القانونية يواجه الاصلاحيون الذين تحدوا قرار الزعيم الاعلى النهائي بشان الانتخابات مستقبلا غامضا. وقال مهرداد خانساري المعارض العلماني المقيم في لندن // ثمة امكانية كبرى لتوجيه اتهامات ضد موسوي. حاول جاهدا ان يقول انه يؤمن بالمباديء الاساسية للثورة ولكنه تجاوز خطا احمر بعصيانه كلمة خامنئي النهائية. لن يتركوا الامر يمر دون حساب//.
ونفدت قوة الدفع للانتفاضة المذهلة //لقوة الشعب// في الجمهورية الاسلامية وسينصب الاهتمام على الخلافات الداخلية داخل المؤسسة الحاكمة اذ ان المصالح التجارية لكبار اعضائها على المحك كما هو الحال بالنسبة لمصالحهم السياسية. وساند الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني وهو شخصية قوية منذ الثورة في عام 1979 موسوي في الانتخابات ويبدو انه خرج منها في موقف اضعف. فقد عجز عن اقناع خامنئي بتوبيخ احمدي نجاد لاتهامه وابنائه بالفساد ولكنه ربما كان حكيما حين حبذ عدم تحدي الزعيم الاعلى. وافزع عدم تسامح ايران مع المعارضة الداخلية الغرب الذي كان يأمل في اجراء محادثات جديدة بشأن شكوكه ازاء مآرب البرنامج النووي الايراني. وتقول ايران ان برنامجها يهدف لتوليد الكهرباء.
ويدرس الاتحاد الاوروبي بالفعل ما اذا كا سيسحب سفراء الدول السبع والعشرين الاعضاء فيه من طهران او ايجاد رد اخر لانهاء معاناة المحتجزين من العاملين في السفارة البريطانية في طهران. ويبدو عرض الرئيس الامريكي باراك اوباما لبداية جديدة مع طهران //اذابسطت قبضتها// مجمدا على افضل تقدير. وقال خانساري //خرج من الشباك ولكن الغرب لا يريد ان يغلق الباب امام عرض المفاوضات بسبب القضية النووية. في ظل الاحداث الجارية يدرك اوباما ان الساعة النووية بدأت تتحرك//.
وكالة "رويترز"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق